جديد التدوينات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مقالات حصرية

الحب في الله أوثق عرى الإيمان

الحب في الله أوثق عرى الإيمان :   



عن البراء بن عازب ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « أتدرون أي عرى  الإيمان أوثق ؟ » قلنا : الصلاة قال : « إن الصلاة حسنة وما هي بها » فذكروا شرائع الإسلام فلما رآهم لا يصيبون قال : « أوثق عرى الإيمان أن تحب في الله وتبغض في الله عز وجل »

الإيمان في الإسلام نظام عام متكامل يبني  إنسانا  مكتمل البناء متناسق التفكير والاعتقاد ، و الإيمان ليس مجرد كلمات ترددها الأفواه أو حركات تقوم بها الأعضاء أو اعتقاد في أمور مخصوصة ، بل الإيمان نظام يشمل كل مناحي حياة الفرد سواء في علاقته مع نفسه أو علاقته مع ربه أو علاقته مع غيره .
والإيمان مشاعر وحركات وكلمات، ونبضات قلب ونظرات أعين و خطوات أرجل وابتسامة شفاه ، وعلاقة إنسانية واختيارات شخصية ، إنه الكل في الكل من أجل بناء شخصية منسجمة تسير على هدى من ربها لا تضل ولا تشقى ولا تناقض نفسها ولا تظلم غيرها ولا تسيء لأحد سواء من بشر أو جمد أو شجر.
الحديث الذي بين أيدينا  يبين لنا وجه من أوجه الإيمان بل أوثق عرى من عراة الإيمان - الحب في الله والبغض في الله -ولأهمية هذه العرى سلك الرسول الأكرم صلوات الله وسلام عليه مسلكا بليغا ومنهجا قويما وطريقا ذكيا لترسيخ الأمر و تثبيت هذه العرى فبدل تبليغ الأمر مباشرة لجأ إلى طرح السؤال من أجل شد الانتباه والتشويق و ترسيخ مكانة الأمر أمام ما يعتقده  المجيب أهم وأوثق ، فسأل صحابته عن  أوثق عرى الإيمان، فكانت إجابتهم متعددة لكنها تحوم حول شرائع الإسلام وما هو ضروري من الدين ، ولم يخطر على بال أحدهم الجواب الذي قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم .
إن أوثق عرى الإيمان كما بين الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث هو الحب في الله والبغض في الله، والرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى وكلامه وحي من الله تعالى وهو لنا نبراس وشعاع نور ننير به طريقنا نحو النجاح والسعادة والفوج بالجنة .
والمتأمل في هذا الحديث يلاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم يؤسس لمجتمع متماسك قوي البنيان خالي من الانتهازية والمصلحة الضيقة والمنفعة الشخصية التي تكون على حساب الفرد والمجتمع بل وعلى حساب مصلحة الأمة وإنسانية الإنسان، فالدعوة والترغيب في هذا الحديث لعلاقة اجتماعية تقوم على أساس الاحترام والتقدير وقيم العدل والمحبة الصادقة وعلى أساس خلق المتلاقين ومعاملتهم لأنفسهم ولغيرهم ، لا على أساس التملق والمصلحة ولا على أساس الخضوع والخوف والطمع .
  

ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق

نرحب بمشاركاتكم وملاحظاتكم على غفساي الغد

Ads 468x60px

مشاركة مميزة

غفساي والحراك الشبابي

  تعيش مدينة غفساي في الأسابع الأخيرة على وقع  احتجاجات متتالية ينظمها شباب المدينة ويؤطرها مجموعة من المعطلين ومناضلي  المدينة ...

المشاركات الشائعة