قبيلة بني زروال : أخلاقنا أولا

قبيلة بني زروال : أخلاقنا أولا

غفساي الغد.    

   لا بد هنا أن نطرح مسألة  مهمة  تخص كل مسلم  وساكنة بني زروال خاصة وهي تتعلق بالجانب الأخلاقي لكل الساكنة كبارا وصغارا ، وإنه لا يحز في نفس المسلم وفي نفوس كل من له غيرة على هذه المنطقة الأبية التي لها تاريخ مشرق في كونها كانت من أكبر مناطق المغرب ولما لا العالم الإسلامي كله في عدد حفظت كتاب الله تعالى ، ولما لها من دور مركزي ومحوري في مقاومة المستعمر الفرنسي ، إنها أرض المجاهدين والمقاومين الذين أبلو البلاء الحسن في الدفاع عن هذه البقعة الطيبة .

نعم تكتسي الأخلاق أهمية في حياة الناس أكثر من أي شيئ أخر بل في حياة الأمم كما يقول الشاعر العربي الكبير حافظ إبراهيم

وَإِنَّمَا الأُمَمُ الأَخْلاقُ مَا بَقِيَتْ      فَإِنْ هُمُ ذَهَبَتْ أَخْلاقُهُمْ ذَهَبُوا

كم يحز في النفس و أنت تجول في قبيلة بني زروال سواء كنت في الأسواق أو في الشوارع أو في الدواوير أو في البيوت أو أمام المساجد أو أمام المدارس أو في المقاهي فلا يمكن أن تمر من كل هذه الأماكن إلا وتسمع كلمات نابية وساقطة تلوكها الألسن وتنطق بها الشفاه غير مبالية بحوملتها السلبية و آثارها المدمرة على الأخلاق وعلى قسوة القلوب وغلظة النفس وسوء الخلق، كلام نابي سب الإله وصف أمهاتنا بأوصاف ساقطة لدرجة أنك تجد الأب ينادي ابنه بوصف زوجته كلام نستحي كتابته هنا دون أن يخجل الأب أو الابن  وتجد الأخ ينادي أخاه بنفس الوصف وكأن الأمر عادي ، بينما في بعض المجتمعات المغربية مناداة أحدهم بوصف أمه بهذه الأوصاف قد يؤدي إلى خصومة أبدية وعراك بالأيدي ونحن نحسب الأمر هين وعادي وهو عند الله عظيم ومن الكبائر التي توجب عقاب الله وسخطه "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ.

 تفشي وشيوع مثل هذه الأساليب والأقوال لها أثار سلبية خطيرة  جدا يمكن مقاربتها من عدة جوانب :

* من أخطر الآثار التي يمكن أن تلحق الإنسان جراء تماديه في التلفظ بالألفاظ النابية هي غضب الله وسخطه عليه ، فالكلام الساقط والنابي والقليل الحياء يأكل من حسنات المسلم كما تأكل النار من الهشيم فيضيع أجره دون أي سبب فيكون حاله كمن يصب الماء في الغربال ، فتجده يحرق حسناته التي جناها من أعماله اليومية فيضل يومه يشقى ويتعب من أجل أهله وتجده يذهب إلى المسجد ويساعد الناس لكن كل ذلك يتبخر بسبب ما يجنيه لسانه " فقد  سأل معاذ بن جبل رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمعه يقول " كف عليك هذا ) وأشار إلى لسانه "فقال معاذ رضي الله عنه متعجباً : ( يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟؟!!! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم"

* قسوة القلب وخلوه من الرحمة والرأفة وظهور الفرد و كأنه بلا أحاسيس ومشاعر وهذه القسوة تنعكس على معاملاته وتصرفاته مع أبنائه وزوجته وأصدقائه فتجد حاله دائما في نكد وخصومة وغياب تام للتواصل ومظاهر الفرحة ، وقد يؤدي هذا الأمر أن يبحث أبناؤه المراهقين عن أساليب أخرى تشبع حاجاتهم النفسية والروحية في الاستماع إلى الكلام الجميل والطيب.

* رسم صورة سلبية ومشوهة عن قبيلة بني زروال لدى زائريها وتصوير أهلها على أنهم همج لا أخلاق لهم ولا أدب ، لا يعرفون الكلام الطيب ولا يتقنون سوى السباب وفجور الكلام مما قد يرسم صورة معكوسة على  معاملتنا وتصرفاتنا ، وهذا الأمر يمكن أن نلمسه عند حديثك من الوافدين إلى المنطقة ، ومما يؤسفني كثرة الروايات التي أسمعها في هذا الجانب وكم يصعب الدفاع في مثل هذه الحالات، ومما حكاه لي أحد الأصدقاء أنه ذات مرة قام تلميذ بسب ذات الله وعندما طلب منه الخروج من القسم وإحضار ولي أمره ، كانت المفاجأة كما قال زميلي وهو رد الأب على هذا التصرف كون أن الأمر عادي وأن مثل هذا السباب تردده الأسرة في البيت دون خجل،  وهذا مؤشر خطير جدا على أن مثل هذه السلوكات تتحول إلى تطبع لدى البعض و أمر عادي مما يصعب الحد منها بسهولة .

 لا ينبغي أبدا أن نستهين بقيمة الأخلاق في بناء الأمم وتقدمها والارتقاء بها إلى مكانة الأمم الراقية والمتقدمة فالأخلاق معيار مهم وكيف لا والنبي صلى الله عليه وسلم حصر بعثته التجديدية والمتنورة في استكمال مكارم الأخلاق "  إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق

وقد تحدث قديما وحديثا كثير من الفلاسفة والعلماء على مكانة الأخلاق و أهميتها في بناء المجتمعات وتماسكها الاجتماعي حتى أصبحت تسمى بالأخلاقيات أو فلسفة الأخلاق للأهمية التي يكتسبها هذا الموضوع في السؤال الفلسفي ومصير الإنسانية والوجود

                                                                                          وللحديث بقية