جديد التدوينات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مقالات حصرية



من الشماريخ إلى الصواريخ
دجل المرجفين وثبات الصامدين


 الحلو عبد الحفيظ
هي سنة الله تتحقق تجليا في ميادين التدافع الإنساني،فمسؤولية التموقع ورسم مواقع الإختيار كنهج وسبيل للعيش والوجود هي الميسم الفارق المضفي للقيمة أو سالبها عن فعال الإنسان وكينونته المتحققة على مسرح الحياة.هكذا إذن كان الإنحدار والسقوط في المواقف إلى هاوية
سحيقة وساحقة لكل خير قد كان التعويل عليه ممكنا في مدافعة هذا الشر الطافح الساكن قلوب بني قومنا،الباغين الهلكة لكل الأشراف المنيرين طريق الأمة بجهادهم .وعليه لم تكن لتتحدد الوجهات والمصائر في واقع الأمة مثلما تتبدى اليوم فاضحة،مخرجة للأضغان والأحقاد الدفينة التي كانت تسكن كل القيعان الفكرية البئيسة.لقد أعلنت الخيانة مبارزتها المعلنة دونما برقع من مسحة إنسانية تتباكى نفاقا ودجلا على ألم حاصل قد كانت مدافعته ممكنة ومتوجبة إن نحن رمنا المساكنة والمهادنة،ولم ننساق وراء مغامرات لن تمكن الأمة فيها من نهوض أو استنهاض.هذا المنطق أو اللامنطق إن شئنا القول ساد لعقود متخفيا ومتواريا ومتسربلا بدعاوى جعلته غير قادر على المجاهرة،لكن يأبى ربنا إلا أن يجعل للفضح مسارا وميقاتا أقته ولن نخلفه.
لم يكن هذا الخروج لأصوات تؤذي المسلم في مشاعره الجامعة دونما ارتباطات عميقة الجذور تربت في النفس وفاضت سلوكات لذوات قطعت وشائج القربى برحمها المجتمعي الحاضن.فهي قد ألحقت نفسها إراديا بقاهرها فأضحت تمثلاته ساكنة لفراغاتها.فهي إذ تتقول فجورا على رافعي هامات الأمة من أجنادها المقاومين وتسفه بطولاتهم تكيد حقا لنفسها وتصلب روحها الغير قادرة على التفلت من أقدار البيولوجيا،أو التنصل من حتميات التاريخ والجغرافيا.لطالما كان الخور يأتي الأمة من دواخلها فكان حملة هذه الموبقات الفكرية  يعملون على الفت في عضد هذه الأمة توهينا للعزائم،ومحاولة لقتل كل روح وثابة تدفع الوهن والعجز عن النفوس.لقد تمايزت الصفوف والخنادق،وأعدمت المناطق الرمادية،وأضحت بينة مسالك الهلكة لمن حاد وزاغ،وسبل الحياة لمن رام مواطن الحق.
قدر الأشراف مدافعة الأشرار في مناكفتهم الباطلة إعلاء لبنيان الحق،قدرهم أن يحمل عليهم الأنذال حقدا،وأن يتجمع عليهم شرار الخلق. فهم من يعيدون ألق الأمة ..هم من يصلون ماضي الأمة المجيد الشامخ عزة بحاضرها المفتوح على بوابات الممكن الأليق بثقل تاريخ مجلل بالنصر والأعطيات .ومن هنا تتجلى الرؤية واضحة وهي تعمل فهمها في سر هذا التكالب المقيت على كل نفس ثوري أو حس مقاوم،فكل حراك ينحاز للإنسان في تصاريف خطوه،يأبى المرجفون إلا أن يثخنوا في روحه توهينا وتمييعا،كذا هم اليوم في تماثلهم مع آباء أرضعوهم لبان الخيانة فنبت اللحم منهم ينز بالقباحات والدناءات،وهم يحسبون أنهم يصنعون الأوفق خداعا لأنفسهم ولكل الطيبين حسني النية من نبت هذه الأمة الكريمة.فخيار هذه الأمة هم من يقارعون عدوها بما استطاعوا إليه سبيلا،وشرارها هم من يخذلون لأبطالها ويسلمونهم ويتواطؤون على قتلهم سرا وإعلانا،ثم يدفعون بالنائحات الباكيات مدفوعات الأجر كي يعتصرن على شهدائنا قطرا هو أشبه بالدمع .
قد يحزن أرواحنا مايقولون إذ هم سادرون في غيهم وخيانتهم،إذ يهزؤون من كل قول أو فعل يصد عن الأمة هجمة الأعداء،إذ يكيلون الطعنات المتخفية لخاصرة الأمة قبل محاربيها من خارج الديار،إذ يسممون أنفاس التحرر ويضيقون شرايينه كرها من عند أنفسهم،إذ يزلقون كل حر وكل مجاهد بألسنة سامة ترشف  كلامها من برك النذالة والمواخير.ولكنا لم ولن نفقد هدانا الموصل حقا إلى رضا ربنا،ولم ولن نحيد عن سبيل الحق ،فالحق في ذاته قوة،ولم ولن تغرنا كثرة النابحين.
الحلو عبد الحفيظ
طنجة 2014
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق

نرحب بمشاركاتكم وملاحظاتكم على غفساي الغد

Ads 468x60px

مشاركة مميزة

غفساي والحراك الشبابي

  تعيش مدينة غفساي في الأسابع الأخيرة على وقع  احتجاجات متتالية ينظمها شباب المدينة ويؤطرها مجموعة من المعطلين ومناضلي  المدينة ...

المشاركات الشائعة