جديد التدوينات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مقالات حصرية

غفساي والحراك الشبابي

 



تعيش مدينة غفساي في الأسابع الأخيرة على وقع  احتجاجات متتالية ينظمها شباب المدينة ويؤطرها مجموعة من المعطلين ومناضلي  المدينة ، احتجاجا على تراجع الخدمات الأساسية في المدينة مثل الماء والكهرباء وشبكة الأنترنيت ، إضافة إلى غلاء المعيشة والارتفاع الصاروخي في المواد الغذائية ،  ومما زاد الوضع تأزما وتفاقما  تعثر أشغال طريق شارع الحسن الثاني نتيجة لأعطاب تقنية وضعف المقاولة المسؤولة عن المشروع  و ظهور مشارع أخرى أبطأت  تجهيز الشارع الرئيسي و الوحيد في المدينة.

المثير في الاحتجاجات الأخيرة هو غياب نقابة التجار وهي النقابة التي تحركت سابقا بشكل ملفت  للتنديد والاحتجاج ، مما فتح الباب على تسؤلات عدة عن هذا التراجع وإن  كان يعزيها البعض إلى تفهم التجار  للظرفية المؤقتة التي تمر منها المدينة ، لكن يراها البعض الأخر أن في هذا التراجع طبخت طبخت على نار السياسة والمصالح لم تظهر بعد.

قراءة الاحتجاجات الأخيرة في مدينة غفساي تبقى مفتوحة على احتمالات عدة والبحث في ماوراءها في  هذه اللحظة لا يفيد في الشيء ، إلا أنه ينبغي قراءة الوقائع قراءة إيجابة في صالح الديمقراطية والفاعلية وفي صالح المدينة وشبابها ، فالاحتجاج بأشكال حضارية وشعارات هادفة وغير جارحة ، وأن تنظم وقفتين ولا يقع فيها شغب ولا تخريب فهذا دليل على نضج ووعي سياسي عند شباب المدينة ، المطلوب دعمهم وتأطيرههم وجعلهم أداة لمحاربة الفساد في المدينة .

 القراءة الثانية وهي تعامل السلطات مع الحدث فرغم ما وصلنا من أخبار عن الوقفة الأولى من محاولة السلطة افشال الوقفة واحتجاز اللافتات ، إلا أنه عموما السلطة المحلية تداركت الموقف بعدما تأكد لها نضج الشباب و أن المنع لا يولد إلا مزيدا من الاحتجاج وأن سياسة تكميم الأفواه لم تعد تجدي نفعا ، فتركت المحتجين يمارسون حقهم في الاحتجاج وأمنت ما ينبغي تأمينه ، وهو مؤشر قوي على أن السلطات المحلية بدأت ترضخ للصوت المعارض وتتكيف معه .

هذه القراءة  تهدف في حقيقة الأمر فيما تهدف إليه تجاوز الوضع الراهن الذي تعيشه مدينة غفساي على كافة المستويات ، الثقافية والسياسية والجمعوية ،إلى وضع أخر يؤسس لواقع جديد يليق بالمدينة وتعود للكلمة معناها وللثقافة بريقها وللسياسة شرفها وللعمل الجمعوي طهارته ...

 تجاوز الوضع الراهن وخلق فضاء عمومي يساهم في التأطير ودمقرطة الحياة السياسية ونشر التفكير العقلاني والقيم الإنساية لن يتحقق في واقع الأمر إلا إذا تظافرت جهود الدولة ، *- وان اعتبرها البعض بأن وظيفة مؤسسات الدولة خاصة الداخلية هي خلق وعي سياسي وثقافي يستجيب لسلطتها ويحقق استمرارها *-،وجهود شبيبة غفساي و مناضلوها رغم الاختلاف الطبيعي بينهم وبين أجهزة الدولة و مؤسساتها  ، لأن  هذا التحالف - تجاوزا - هو ضروري لاخراج المدينة من حالة اللامعنى والركود التام  إلى حالة المعنى والحركية ،لأن الوضع الراهن يخنق الاتجاهين ويمنعهما من   المساهمة الفعالة في تحقيق الدمقراطية  والتنمية المستدامة .




تعليقات الزوّار ( 3 ) :
  1. تحية عالية لكاتب المقال

    ردحذف
  2. قراءة في محلها والواقع مخيف ينبغي تجاوزه

    ردحذف

نرحب بمشاركاتكم وملاحظاتكم على غفساي الغد

Ads 468x60px

مشاركة مميزة

غفساي والحراك الشبابي

  تعيش مدينة غفساي في الأسابع الأخيرة على وقع  احتجاجات متتالية ينظمها شباب المدينة ويؤطرها مجموعة من المعطلين ومناضلي  المدينة ...

المشاركات الشائعة