جديد التدوينات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

مقالات حصرية

  
نونوط
طالبت "نونوط" من زوجة ابنها "اموح"مغادرة المقبرة والإسراع الى المنزل بغية طلاء زوايا غرفة" ثرثيثماس" بالعسل استبشارا بالخير والبركة واليسر موصية اياها
بإطلاق سبع زغاريد وتبخير البيت طردا للحسد والعين ....
بينما هي فضلت  اخذ قسط من الراحة  تحت ظل فيء كرمة البركة غير البعيدة عن المنزل ، هذه الكرمة التي تحج اليها النساء من كل حدب وصوب طلبا للزواج او الانجاب او تطويع اصعب الرجال ....
لا احد يعرف قصة هذه الشجرة غيرها لان الشجرة في حقيقة  الامر تقتات من رميم" أمها يامنا "التي ودعت الحياة فداء لها ....
كان ذلك في الاسبوع الاول من زواجها من" مزيان" فقد اصر ان يبقيها مع امها بعد ان اجبر على السفر الى اسبانيا....
استيقظتا باكرا لجمع الحطب من محيط الغابة القريبة ،شح الحطب جعلهما يبتعدان كثيرا باغتهما جندي اسباني ..انقض على" نونوط" ممزقا لباسها لكن سرعان تركها حين خاطبته امها باسبانية مكسرة تدعوه فيها لترك الفتاة الصغيرة ومعاشرتها هي ، فهي التي تريد هذا الامر ولم تجد من يغيثها منذ وقت طويل  ،صدمت نونوط وراحت تشاهد امها تضحك بغنج مع هذا الجندي الوغد وهما متجهان الى احدى مغارت الجبل ...
مرت دقائق معدوات تلاها صراخ عظيم متقطع اسرعت" نونوط" الى المكان وجدت امها شبه عارية وبيدها خنجر مزقت به جسد الرجل وجهازه التناسلي...فهمت من امها ان لا احد كان سيصدق ان الاسباني لم يعبث بهما وهذا مرد فعلتها ...
دفنتا الرجل في المغارة واصرت امها على ان تقتات الكلاب الضالة ببقايا جهازه التناسلي ...
لم تمر الامور بسلام فبعد شهرين اكدت لها الام ان الوغد فد زرع في بطنها بذرة العار حاولتا اسقاطه دون جدوى ،كأنه مبعوث لكشف فضيحة ما وقع ،البطن تنتفخ مع الايام ...
في صباح يوم الخميس دخلت على امها فوجدتها ممزقة الحشاء ،ببساطة قررت ان تقتل الرذيلة وتنهي حياتها فلا حياة بلا شرف .... حملتها في جنح الظلام ودفنتها في المكان المعلوم الذي اضحى مزارا لبنات حواء...
بدأت نونوط تكلم الشجرة :
"
امي الغالية اشتقت اليك ...قريبا سنزوج تريثاماس ...خفت  ان تأتينا بفضيحة من ابن الجيران سأزوجها بابن عمها ....بكل ما جمعته في السنوات الماضية  من معاش" مزيان ... الظروف صعبة لم يعد احد يلد في المنازل الكل يفضل المستشفيات ... حتى الدراهم التي كانت تأتيني من زكاة الفطر والدواء البارد اضحت قليلة لان النية انقرضت ...
امي الغالية ليتني املك قوتك ....كيف حال اختي "الويزة ..."
شعرت برغبة في الغثيان وهي تذكر اسم اختها الميتة ففي هجرتها معية امها واخوتها الى الجزائر في عام الجوع الثاني بعد ان قتل ابوها وهو يسرق القمح من مخازن ثكنة الجيش الاسباني ، لم تسطع اختها الصغرى تحمل الطريق الطويل ، فماتت بالحمى والجوع على مشارف وادي ملوية ،طالبت امها الجميع بمتابعة الطريق الا هي ارادت ان تعود لتلقي النظرة الاخير عليها ، صدمت وجدت رجلا يقعطع اطرافها ويشويها ....
ليست هناك تعليقات :
إرسال تعليق

نرحب بمشاركاتكم وملاحظاتكم على غفساي الغد

Ads 468x60px

مشاركة مميزة

غفساي والحراك الشبابي

  تعيش مدينة غفساي في الأسابع الأخيرة على وقع  احتجاجات متتالية ينظمها شباب المدينة ويؤطرها مجموعة من المعطلين ومناضلي  المدينة ...

المشاركات الشائعة